الالتفات من التكلم الى الغيبة.
لقد تتبعت القراءات واقتبست منها الأساليب البلاغية التي ترجع الى الالتفات من التكلم الى الغيبة، وهي فيما يلي:
«يقول» من قوله تعالى: وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ (?).
قرأ القراء العشرة عدا «حمزة» «يقول» بياء الغيبة (?).
على الالتفات من التكلم الى الغيبة، لأن السياق من قبل في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (?). يقتضي التكلم فيقال: «نقول» ولكن التفت الى الغيبة، إعراضا عن أولياء ابليس، وتحقيرا لشأنهم، اذ ليسوا أملا لكلام اللَّه تعالى لهم.
«فيوفيهم» من قوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ (?).
قرأ «حفص، ورويس» «فيوفيهم» بياء الغيبة (?).
على الالتفات من التكلم الى الغيبة، لأن السياق من قبل في قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً (?).
يقتضي التكلم فيقال: «فنوفيهم» لأن الهمزة في الإخبار كالنون
في الإخبار، ولكن التفت الى الغيبة، تشويقا لما يترقبه الذين آمنوا وعملوا الصالحات من معرفة الأجر العظيم الذي أعده الله لهم.