قرأ القراء العشرة عدا «يعقوب» «نحشرهم، نقول» بنون العظمة فيهما (?).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن السياق من قبل في قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (?) يقتضي الغيبة فيقال: «ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول» أي الله تعالى ولكن التفت الى التكلم على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه سيعاقب المفترين الكذب على الله تعالى، والمكذبين بآياته، والمشركين به، بالعذاب الأليم يوم القيامة، ويفضحهم على رءوس
الخلائق ويقول توبيخا لهم وانكارا عليهم: «أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون».
ولو ظل الأسلوب على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
«ويذرهم» من قوله تعالى: وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (?) قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «ونذرهم» بنون العظمة ورفع الراء (?) فالرفع على الاستئناف وقراءة النون على الالتفات من الغيبة الى التكلم لأن سياق الآية وهو قوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ يقتضي الغيبة فيقال: «ويذرهم» أي الله تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه سيترك المضلين يتخبطون في طغيانهم، ولن يشرح صدورهم للايمان وصدق الله حيث قال: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ (?).
ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.