«يفصل» من قوله تعالى: يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (?).
قرأ «نافع، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «نفصل» بنون العظمة (?).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية في قوله تعالى:
ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يقتضي الغيبة فيقال: «يفصل» أي الله تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه وحده هو الذي جعل الشمس ضياء، والقمر نورا، وقدره منازل لمعرفة عدد السنين والحساب، وأنه يوضح هذه الآيات الدالة على قدرته ووحدانيته لقوم يعلمون ذلك معرفة حقيقية، فيستدلون بهذه الآيات على وجود الله تعالى، وعلى أنه لا ينبغي أن يعبد غيره.
ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
«نرفع، نشاء» من قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (?).
قرأ القراء العشرة عدا «يعقوب» «نرفع، نشاء» بنون العظمة فيهما (?).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية في قوله تعالى: ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ يقتضي الغيبة فيقال: «يرفع درجات من يشاء» أي الله تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأن مقاليد جميع الأمور بيده، فهو الذي يعز من يشاء، وهو الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى.
«ونفضل» من قوله تعالى: وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ