وقرأ الباقون «بالتخفيف في جميع الالفاظ المتقدمة حيثما وقعت في القرآن الكريم (?).
والتشديد، والتخفيف لغتان، وعلى القراءتين جاء قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ... انما الميت ميت الاحياء
«تنبيه»: اتفق القراء العشرة على تشديد ما لم يمت نحو قوله تعالى:
.. إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (?)
قال «الراغب» في مادة «موت»: «انواع الموت بحسب انواع الحياة»:
فالاول: ما هو بازاء القوة النامية الموجودة في الانسان، والحيوان:
والنباتات، نحو قوله تعالى: كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى (?).
وقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (?).
والثاني: زوال القوة الحاسة، نحو قوله تعالى: قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (?).
والثالث: زوال القوة العاقلة، وهي الجهالة، نحو قوله تعالى:
أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها (?).
والرابع: الحزن المكدر للحياة، نحو قوله تعالى في وصف اهل النار:
مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ