قرأ ورش {تعْلَمُونَ} بفتح التاء وتسكين العين وتخفيف اللام، على أنه مضارع (عَلِمَ) وينصب مفعولاً واحداً, وهو الكتاب بمعنى يعلمكم الكتاب، ووجه تخفيف اللام لأنه حمله على ما بعده من قوله: {وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}، دون تشديد، حيث حمل الفعلين على معنى واحد (?).

وقرأ حفص بضم التاء وفتح العين وتشديد اللام، من التعليم على أنه مضارع (علَّم) , قال مكي بن أبي طالب: فالتشديد أبلغ لأنه يدل على العلم والتعليم, والتخفيف إنما يدل على العلم فقط (?).

أقول: ويشهد لرواية حفص ومن وافقه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (?).

قوله تعالى: {وَلاَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً} {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابا} {80}

قرأ ورش {وَلاَ يَأْمُرُكُمْ} برفع الراء على الاستئناف وفاعله ضمير اسم الجلالة، بمعنى لا يأمركم الله (?).

وقرأ حفص بنصب الراء معطوفاً على {أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} بمعنى ولا له أن يأمركم، فقدروا "أن" مضمرة بعد "لا" وهي مؤكدة لمعنى النفي السابق (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015