ووجه قراءة ورش بجمع {مَساكِين} على أنه مردود إلى ما قبله، وهو قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} وأن الذين يطيقونه جماعة حيث يلزم جميعهم إذا أفطروا إطعام مساكين كثيرة، قال مكي بن أبي طالب:"فالجمع أولى لهذا المعنى" (?).
أما قراءة حفص بالتوحيد: فعلى أن الواحد النكرة يدل على الجمع إذ ما يلزم الفرد يلزم الجماعة في شرع الله عز وجل كما ردوه أيضاً على" الفدية " فوحدوه كما وحدت الفدية وهي مفرد فديات، فلما وحدت الفدية وحد بموجبها المسكين (?).
وهذه القراءة تؤذن أن عليه لكل يوم أن يطعم مسكيناً. والقراءة الأخرى ليست ببعيدة، لأنها تؤول إلى هذا المعنى، والمساكين هم الذين يُطعَمون الفدية، لمجموعة الأيام التي يفطرها صاحب العذر، ولكل يوم مسكين.
قوله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي السَّلْمِ كَآفَّةً} {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} [208]
قرأ ورش: {فِي السَّلْمِ} بفتح السين، وقرأ حفص {فِي السِّلْمِ} بكسرها (?). ومعنى الكسر الإسلام: أي ادخلوا في الإسلام كافة (?). وروي شاهداً لهذه القراءة أن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: نزلت في أهل الكتاب، وقال عكرمة: نزلت في قوم من اليهود أسلموا فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيحهم إقامة السبت، فأنزل الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} أي في الإسلام جميعاً، ونصب {كَآفَّةً} على الحال (?) ,