قتلها معرض للإذاية إذ يتصوَّر الشيطان في صورها لأنّ الله تعالى يسَّر للملك في شرفه وللشيطان في خساسته أن يتشكلا في أي صورة شاءا كما يسَّر لنا أن نتصرف في أي جهةٍ شئنا بالحركاتِ خلا العلو والسفل، فإن الله تعالى أبقاهما تعجيزًا، والبارئ تعالى مكن الشيطان من الكبائر وقبضه عن الصغائر، وقد بينا ذلك فيما سبقَ فتراه يتولج في أضيق المسالك فإذا أغلق الباب لم يقدر أن يتجاوزه وسلط علينا في الوسواس، ومنع فينا من الأفعالَ لطفًا منه تعالى بنا ورفقاً ووعدًا سبق منه حقًا حين قال: {ولآمرِنهم} (?)، ولم يقل ولأفعلنَّ بهم وقد بين ذلك في قوله تعالى: {وما كان لي عليكم من سلطان ...} (?) الآية إلَّا أنه إذا كانت الإذاية (?) من الآدميين لهم، ربما مكنوا من الانتقام ورُبما قصروا فهذه الخشية التي توجب التوقف، وتبقي مدة الأعذار بالإقرار ثلاثة أيام كما في صحيح الحديث (?)، ؤاختلفَ هل ذلك خاص في المدينة أم عام في سائر البلدان، والصحيح أنه عام في سائر البلدان لوجهين.
أحدهما: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: (إن بالمدينة جِنَّاً أسلموا)، وقد أخبر أن بنصيبين جِنَّاً أسلموا (?) وكذلك كل بلدٍ فيه، والله أعلم (مثله) (?).