ابن كثير في إحداث سنة إحدى وستين وخمسمائة: وفيها أظهر الرّوافض سبَّ الصحابة وتظاهروا بأشياء منكرة ولم يكونوا يتمكَّنون منها في هذه الأعصار المتقَّدمة؛ خوفاً من ابنِ هبيرة (?) رحم الله ابن هبيرة وكثر الله من أمثاله في عصرنا.

ثالثا: الخليفة المستنجد بالله:

ثالثاً: الخليفة المستنجد بالله: الخليفة أبو المظفَّر يوسف بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر بن المقتدي العباسي عقد له أبوه بولاية العهد في سنة سبع وأربعين، وعمره يومئذ تسع وعشرون سنة (?) ولما توفي أبوه بويع له في صبيحة يوم الأحد ثاني ربيع الأوّل من سنة خمس وخمسين وخمسمائة بايعه أشراف بني العباس، ثم الوزير والقضاة والعلماء والأمراء وعمره يومئذ خمس وأربعون سنة، وكان رجلاً صالحاً، وكان ولي عهد أبيه مدة متطاولة ثم عُمل عزاء أبيه، ولمَّا خطب له يوم الجمعة نُثرت الدّراهم والدنانير على الناس، وفرح المسلمون به بعد أبيه، وأقرَّ الوزير ابن هبيرة على منصبه ووعده بذلك إلى الممات، وعزل قاضي القضاة ابن الدامغانيَّ ووَلىَّ مكانه أبا جعفر عبد الواحد الثقفي (?)، قال ابن النجار: حكى ابن صفية أنَّ المقتفي رأى ابنه يوسف في الحّر، فقال: أيشى في فمك قال: خاتم يَزْدَن: عليه أسماء الاثني عشر، وذلك يسكَّن العطش. قال: ويلك يريد يَزْدَن أن يصيرك رافضياً، سيد الاثنى عشر الحسين رضي الله عنه، ومات عطشان

ومن شعر المستنجد قوله:

عيَّرتني بالشَّيْبِ وهو وَقَار ... ليتها عيَّرتني بما هو عار

إن تكن شابت الذُّوائب مِنيَّ ... فالليالي تزينها الأقمار (?)

وقال ابن الجوزي، حدثني الوزير ابن هبيرة، حدثني المستنجد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم منُذ خمس عشرة سنة، فقال لي: يبقى أخوك في الخلافة خمساً وعشرين سنة، فكان كما قال، فرأيته قبل أبي بأربعة أشهر، فدخل بي من باب كبير، ثم ارتفعنا إلى رأس جبل، وصل بي ركعتين، وألبسني قميصاً، ثم قال لي: قل اللهمَّ أهدني فيمن هديت (?)، وقال ابن الجوزي: أقّر المستنجد أرباب الولايات، وأزال المكوس والضرائب (?)، وكان موصوفاً بالعدل والرفق وأطلق المكوس بحيث إنه لم يترك بالعراق مُكساً وكان شديداً على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015