برزت شخصية ابن عساكر إلى جانب السلطان نور الدين محمود في معاضدته على الوحدة والجهاد، حيث اندفع يطلب منه إلى التطبيق العملي في تأليف "الأربعون حديثاً في الحث على الجهاد" قال ابن عساكر: وأحب أن أجمع له أربعين حديثاً في الجهاد تكون واضحة المتن متصلة الاسناد تحريضاً للمجاهدين الأجلاء (?).
وكان هدف ابن عساكر هو تثقيف المجتمع الإسلامي آنذاك القيام بواجب الوقت وهو الوقوف إلى جانب نور الدين محمود ضد الخطر الصليبي وبسبب قناعة آل زنكي بأن الأعمال العسكرية والسياسية لا تكن ناجحة مؤثره إلا بدعم فكري وعقائدي وعاطفي وديني، واستجاب ابن عساكر لطلب نور الدين وقال في مقدمته: ... فسارعت إلى امتثال ما التمس من المراد وجمعت له ما يرتضيه أهل المعرفة والانتقاد، واجتهدت في جمعها غاية الاجتهاد، رجاء أن يحصل لي أجر التبصير والإرشاد، والله الموفق للصواب في الإصدار والإيراد، والمسدد في الأقوال في الإسهاب والاقتصاد (?) وقد خصص ابن عساكر العشرة الأولى منها من توضيح منزلة الجهاد بعد منزلة الإيمان بالله مباشرة لتحريض المسلمين لمواجهة الخطر الصليبي (?) ومن هذه الأحاديث.
- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الإيمان أفضل؟ قال: إيمان بالله عز وجل، قيل ثم ماذا؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله عز وجل قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور (?).
- قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت: يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً قال: فإن لم أجد قال: تعين ضائعاً أو تضع لأخرق قال: فإن لم استطع قال: تكف أذاك عن الناس فإنها تصدق بها عن نفسك (?).
- قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل قال: أن تصلي الصلوات لمواقيتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني (?). وفي الأحاديث الأخرى حاول ابن عساكر أن يذكر الناس بمنزلة المجاهد في سبيل