وعزَّى أبو الحسين أحمد بن منير نور الدين بأخيه سيف الدين بقصيدة منها:

وكان نظيرك غارَ الزمان ... من أن يرى لك فيه نظيراً

فدتك نفوسٌ بك استوطنت ... من الأمن نوراً وقد كُنَّ بوراً

بقيت مُعزَّاً من الهالكين ... تُوقَّى الرَّدَى وتوفَّى الأجورا

وما نقص الّدهرُ أعدادكم ... إذا شفَّ قطراً وأبقى بحوراً

ولو أنصف المجد موتاكم ... لَخَطَّ لهم في السَّماء القبوراً

حياتك أحيت رميم الحياة ... وأَمْطَتْ من الجود ظهراً ظهيراً (?)

وأما القيسراني فقد قال قصيدة في تعزية نور الدين

ما أطرق الجُّو حتى أشرق الأُفُق ... إن أُغمد السيف فالصَّمصام يأتلق

دون الأسى منك نور الدين في حلب ... مُملَّكُ ينجلي عن وجهه الغَسَقُ

كنت الشقيق الشفيق الغيب حين نوى ... أراق ماء الكَرَى من جفنك الأرَقُ

تلقى الأسى في لباس الصبر في جُنَنٍ (?) ... حصينةً تحتها الأحشاء تحترق

ومدة الأجل المحتوم إن خفيت ... فإن أيامنا من دونها طُرُقُ

وإنما نحن في مضمار حليتها ... خيل إلى غاية الأعمال تستبق

إلى أن قال

ما دام شمُسكَ فينا غير آفلةٍ ... فالدَّين منتظم والملك متُِسَّقٌ (?)

2 - تولى قطب الدين مودود زنكي إمارة الموصل: اتفق الوزير جمال الدين الأصفهاني وزين الدين علي كُجك أمير الجيش على أن يخلف قطب الدين أخاه على الموصل، فأحضراه، وحلفا له الأمراء والعساكر في الموصل، وتسلّم جميع ما لأخيه سيف الدين غازي من البلاد التابعة للموصل (?) وقد تعرضت العلاقات بين الموصل والشام في بداية حكم قطب الدين مودود لأزمة خطيرة كادت تؤدي إلى إندلاع الحرب بين الأخوين لولا أن قطب الدين تدارك الأمر ووضع حَّداً لنزاعه مع أخيه نور الدين، وتعود أسباب هذه الأزمة إلى أن بعض الأمراء في الموصل وأعمالها وعلى رأسهم المقدم عبد الملك والد شمس الدين محمد صاحب سنجار، راسلوا نور الدين ليتسلم البلاد بعد وفاة سيف الدين باعتباره أكبر سناً من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015