الأمور بينه وبين أخيه (?)، وسكن روعه وعاد إلى حلب (?)،

حيث جمع عساكره وتجهَّز، ثم عاد للاستقرار في كنف أخيه ووضع نفسه تحت تصرفه، إلا أن سيف الدين غازي الأول أمره بالعودة إلى بلاده وقال له: لا غرض لي في مقامك عندي وإنما غرضي أن تعلم الملوك والفرنج اتفاقنا، فمن يريد السوء بنا يكف عنا، فلم يرجع نور الدين ولزمه حتى قضيا ما كانا فيه، وعاد كل واحد منهما إلى بلده (?).

1 - وفاة سيف الدين غازي الأول: استطاع الدين ونور الدين أن يحلو المشاكل التي بينهم وتعاونوا على البر والتقوى وكان من مظاهر التعاون بين الأخوين اشتراك عساكر الموصل جنبا إلى مع عساكر الشام في الجهاد ضد الصليبيين، وذلك في الدفاع عن دمشق ضد الصليبيين الذين حاصرت قواتهم المدينة في المحملة الصليبية الثانية عام 543هـ/1148م ونجاحهم في حمل الصليبيين على الرحيل عن دمشق، ومن مظاهر التعاون أيضاً، اشتراك عساكر الموصل مع عساكر نور الدين في فتح حصن العُريمة وطرد الصليبيين منه، كما كان من مظاهر التعاون بين الأخوين اشتراك عساكر الموصل مع قوات حلب في هريمة الصليبيين في إنّب، وفي فتح أفاميه سنة 544هـ/1149م (?)، إلا أن العهد لم يطل بسيف الدين غازي حيث توفي بالموصل في جمادي الآخرة من سنة 544هـ / 1149م بعد أن حكم الموصل ثلاث سنين وشهراً وعشرين يوماً ودفن بالمدرسة التي بناها بالموصل (?)، وكان رحمه الله جميل الصورة، وكان عمره نحوا من أربع وأربعين سنة وخلّف ذكراً رباه عمه نورالدين محمود وزوَّجه ابنة أخيه قطب الدين مودود بن زنكي، فتوفي ولد سيف الدين شاباً، وانقرض عقبه (?)، وكان سيف الدين غازي جواداً كريماً شجاعاً وهو والذي بنى المدرسة الأتابكية بالموصل وقفها على الفريقين الحنفية والشافعية، بنى رباطاً للصوفية وكان مقصداً للشعراء، فقصده شهاب الدين الحيص وامتدحه بقصيدة قال فيها:

أتابكُ إن سميت في المهد غازيا ... فسابقة معدودة في البشائر

وَفَيتَ بها والديَّن قد مال روْقه ... وصدّقتها والكفر بادي الشعائر

وقد أجازه سيف الدين بألف دينار أميري سوى الإقامة والتعهد مدة مقامه، وسوى الخلع والثياب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015