جهاته، وبالوجل والخشية من علام الغيوب، به يؤدون الحقوق ويدعون الذنوب، أولئك الذين سارعوا إلى كل خير فسبقوا، وأولئك الذين نافسوا في كل فضيلة فأدركوا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عنهم: «هم الذين يصلون، ويصومون، ويتصدقون، ويحجون، ويعتقون، ويخافون أن لا يتقبل منهم» ، فقد جمعوا بين القيام بأحسن الأعمال وبين الوجل والخشية من ذي الجلال، أولئك الذين آمنوا بربهم، وعرفوا ما له من الحقوق والواجبات، فاجتهدوا في أدائها وتحقيقها، وحذروا من التقصير والهفوات، وقاموا بشروط التوبة من الندم على ما مضى، والإقلاع عن المحارم، وعزموا عزما جازما على ترك المآثم والمظالم، وسارعوا إلى ربهم بين الخوف من عقابه وعدله، وبين الرجاء والطمع في ثوابه وفضله، فالخوف يردعهم عن المعاصي والتقصير، والرجاء يحثهم على الطاعة ويطيب لهم المسير، والله مرادهم ومقصودهم، وهو نعم المولى ونعم النصير، والرسول إمامهم وقائدهم، وهو البشير النذير، والسراج المنير، فهؤلاء هم السادة الأبرار، وأولئك هم المتقون الأخيار. من الله علي وعليكم بهذه الصفات الجميلة، وحفظنا من كل خصلة رذيلة، إنه جواد كريم رؤوف رحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015