للمسلمين. حرم منها ما ظهر للناس وشاهدوه عيانا، وما اختفى صاحبه به وأسره كتمانا. وحرم الإثم، وهو كل معصية تعلقت بحق الله. والبغي؛ وهو الظلم والتجري على عباد الله. وحذر فيها من الشرك؛ وهو صرف شيء من العبادات لغير الله. {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72] وحرم القول عليه بغير علم في أسمائه وصفاته، وفي شرعه ودينه وقدره. فهذه المحرمات التي حذر الله منها تهوي بصاحبها إلى أسفل الدركات، لما فيها من الشر والضرر والفساد والهلكات. فالفواحش تحلل الأخلاق، وتوجب غضب الخلاق، وتعجل لصاحبها الفضيحة والخزي في الدنيا، مع ما ادخر له من العقوبة في الأخرى. والمعاصي والمآثم تخرب الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة. والمشرك بالله قد خسر دينه وعقله ودنياه، فإنه محرم عليه الجنة، والنار مصيره ومأواه. خلقه ربه فعبد سواه، ورزقه فشكر غيره واتبع هواه، وأنعم عليه بأصناف النعم فتمرد عن طاعة مولاه. ومن تقول على الله بغير علم، فقد تجرأ على أمر فظيع، ولم يخش من هو مطلع عليه سميع. فاعرفوا رحمكم الله حدود هذه المحرمات، واجتنبوها فإنها تفضي إلى الهلكات. وتوبوا إلى ربكم من مقارفة