[خطبة في قوله تعالى إنما حرم ربي الفواحش]

9 - خطبة

في قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} [الأعراف: 33] إلخ الحمد لله الذي أمر عباده بكل ما فيه خير لهم وصلاح، ونهاهم عن جميع المضار والأعمال القباح.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم الفتاح، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي نهى عن كل خبيث وأذن في كل طيب وأباح. اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه، أولي الرشد والتقى والنجاح.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بترك مساخطه ومناهيه، والقيام بفرائضه ومراضيه. فقد جمع لكم أصول ما حرم عليكم في آية واحدة، وهي قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] فهذه الآية لم تبق شيئا من المحرمات إلا شملته، ولا شرا وضررا إلا حذرته. حرم الله بها الفواحش، وهي كبائر الذنوب وعظائمها، ما ظهر منها: كالقتل والزنا والربا والخمر والميسر وأكل مال اليتيم. وما بطن منها: كالكبر والنفاق والحقد والغش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015