وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة. والصلاة هي آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وهي آخر ما يفقد من الدين، فمن لم يصل فهو من الكافرين. وقد عظم الشر والبلاء في إهمالكم لأولادكم، وذلك أصل وأساس لفسادهم وفسادكم. فانظروا هل ترون أحدا منهم في المساجد إلا النادر، وكثير منهم قد لا يصلي أصلا، ومن لا يصلي فهو كافر.

عباد الله: الأمر عظيم، والخطر جسيم، والإهمال يترتب عليه شر عميم، يترتب عليه تضييع حق الله وحق الأولاد، الذين هم ودائع عندكم وأمانات. وينشأ الجيل القادم وقد اضمحل الدين منهم بتركهم الصلاة. وهذا معلق بذمة أوليائهم ومعلميهم، وبذمة الولاة. فعلى الجميع أن يقوموا بواجباتهم نحوهم، ويتساعدوا على تقويمهم وإصلاحهم، وأن يصدقوا الله في فعل الأسباب التي تعود إلى تهذيبهم ونجاحهم. فالقيام بهذا أجره عظيم، ومصالحه عظيمة، والإهمال إثمه كبير، ومفاسده جسيمة. إنكم الآن قادرون عليهم فاستدركوا الأمر قبل الفوات، قبل أن ينشأوا على ترك الصلاة وفعل الشر فيتعذر الاستدراك. كيف ترضون لأولادكم أن يؤسسوا الأساسات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015