بتقدير بلائه، ثم يتفضل ببسط جوده وعطائه. يبتليهم بالمصائب ليصبروا، ثم يبدلها بالنعم ليحمدوه ويشكروا. اذكروا حالكم السابق، إذ كنتم أزلين قد حسبتم للجدب كل حساب، فأصبحتم مغتبطين بمنة الملك الوهاب. أنزل عليكم غيثا مغيثا هنيا، فعم الأراضي بعد الجدب والعطش الشديد ريا، ولم يزل بعباده رؤوفا رحيما لطيفا حفيا، ولم يزل يوالي خيراته على عباده شيئا فشيئا، فطوبى لمن كان لنعمه شاكرا وبعهده وفيا، وويل لمن توالى عليه النعم فيصبح طاغيا متمردا عصيا.

عباد الله: تأملوا هذه النعم التي تتوالى عليكم تترى، فكلما جدد لكم ربكم نعما فجددوا له حمدا وشكرا، وكلما صرف عنكم المكاره فقوموا بحقه طاعة له وثناء وذكرا، وسلوا ربكم أن يبارك لكم فيما أعطاكم، وأن يتابع عليكم منافع دينكم ودنياكم، فإنه الجواد المطلق الرؤوف بالعباد، فليس لخيره ولا لخزائنه نقص ولا نفاد. بارك الله لي ولكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015