الحمد لله الذي أجزل لعباده الفضل والإنعام. وغمرهم بجوده وإحسانه العام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الأنام، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، واشكروه على آلائه وكرمه ونعماه، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} [الروم: 48] إلى آخر الآيات، وقال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7] وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينظر إلى عباده أزلين قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب» ، فهو سبحانه يبتلي عباده بالمكاره وحبس الغيث لعلهم أن يرجعوا إليه ويثوبوا، ويلجأوا إليه ويتضرعوا ويتوبوا، فيكون ذلك كفارة لخطاياهم، وداعيا لهم إلى الانكسار لمولاهم، فإنه لا ملجأ ولا منجى للعباد منه إلا إليه، ولا معول لهم في كل الأمور إلا عليه، فهو ينعم عليهم