من الآلات، ليدوم للمنفق ثوابها ويستمر له أجرها، ويتسلسل له خيرها ونفعها، فإنه مادامت آثار النفقة موجودة فالثواب دائم وما استمرت آثاره فالأجر ثابت قائم، وكثير من أهل الخير يبحث عن أفضل عمل يبذل فيه نفقة في حياته، أو وصية يوصي بها بعد مماته، فلا يجد أفضل من هذا العمل الجليل، ولا يدرك أكمل من هذا الأمر الخالد الجميل، فإن المنفق فيه قد شارك المصلين في صلاتهم، والمتعبدين في عباداتهم، فإن الله يكتب ما قدمه لعباد وباشروه وآثار أعمالهم، وذلك من تعظيم الله وتعظيم شعائره الذي هو غاية المطلوب، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وإذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: منها الصدقة الجارية التي يدوم الانتفاع بها، ويتم الاغتباط بثوابها. {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: 20] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015