الآية، وقال صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» وهذا المثال من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن من ساعد على عمارة المسجد ولو بشيء قليل بحيث تكون حصته من المسجد هذا المقدار- وهو مفحص القطاة- استحق هذا الثواب الجزيل، وما ذلك على فضل الله وكرمه بعزيز ولا جليل، لهذا نذكركم- رحمكم الله- للمساهمة في بنيان هذا المسجد الذي هو من أفضل المشاريع النافعة، وأجل الأعمال المدخرة الصالحة، فكل من يحب المشاركة في الخير فالطريق له مفتوح، وسواء قل ما بذله أو كثر فإنه مقبول، وذلك لقصد تعميم النفع في المشاركة في الخيرات، وأن لا يحرم منه من يقصد الثواب والمبرات، وأن يكون هذا العمل مؤسسا من مجموع نيات المشاركين فيه وأموالهم، ومن توجهاتهم إلى الله بالإخلاص في أعمالهم، فإن آثار الأعمال تكون مباركة مضاعفة بحسب نيات العاملين وإخلاصهم، فما ظنكم بعمل يحبه الله، وقد تولد من مجموع نيات صادقة وهمم خالصة، وإرادات وتوجيهات في الخير راغبة، فلمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، لهذه الأسباب فإنا نحثكم على التبرع في عمارته بما سهل وتيسر من النفقات، ولو بدرهم واحد ولو بأعواد من خشب أو غيرها