راضين بالصفقة الخاسرة؟! قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر» فهذه الرياض البهيجة فيها من العلوم من كل زوج كريم، فيها يعرف الله ويهتدي إلى الصراط المستقيم، وفيها يعرف الحلال من الحرام والصلاح من الفساد، وفيها يعرف سبيل الغي والضلال، وسبيل الهدى والرشاد، فكيف تعتاضون عنها بمجالس اللهو وتضييع الأوقات، أو مجالس الشر والفساد. أما إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين، والإعراض عنه شر وخسران مبين. فيا أيها المعرضون عن طلب العلم ما هو عذركم عند الله، وأنتم في العافية تتمتعون؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون. أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة؟ أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة؟ أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية، وتدعون سبل الهدى وهي السبل الواضحة النافعة؟ أترضى إذا قيل لك: من ربك وما دينك ومن نبيك لم تحر الجواب وإذا قيل: كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب؟ وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام؟ أما والله إنها حالة لا يرضاها إلا أشباه الأنعام. فكونوا- رحمكم الله- متعلمين، فإن لم تفعلوا