66 - خطبة في الحث علي العلم الحمد لله الذي رفع من أراد به خيرا بالعلم والإيمان، وخذل المعرضين عن الهدى وعرضهم لكل هلاك وهوان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريم المنان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي كمل الله له الفضائل والحسن والإحسان، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم مدى الزمان.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن التقوى لا تتم لكم إلا بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان، ولا تستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان. فطلب العلم إذن من أفرض الفرائض وأوجب الواجبات، فإن عليه المدار في قيام الطاعات وترك المخالفات. فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ومن لم يرد به خيرا أعرض عن طلب العلم وسماعه، فكان من الهالكين الجاهلين. فما بالكم معرضين عن العلم، وهو من الفروض الواجبة؟! وما لكم مقبلين على ما يضركم تاركين ما ينفعكم،