يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: " لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» أي فمن قام بهذه الشرائع الخمس وكملها استحق دخول الجنة والنجاة من النار، ثم قال له مبينا لأمته أبواب الخير: «ألا أدلكم على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل " ثم تلا قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] إلى قوله: {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] ثم قال: " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله "؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسان نفسه فقال: " كف عليك هذا " قلت: يا رسول الله: إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: " ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم» فمن ملك لسانه فأشغله بما يقرب إلى الله- من قراءة وذكر ودعاء واستغفار، وحبسه عن الكلام المحرم من غيبة أو نميمة أو كذب وكل ما يسخط الجبار- فقد وفق للخير والثواب، وسلم من الشر والعقاب. فانظروا رحمكم الله ما أسهل هذه