56 - خطبة في تيسير طريق الجنة والنجاة من النار الحمد لله الذي فاوت بين عباده في العقول والهمم والإرادات، ورفع بعضهم فوق بعض درجات. وأشهد أن لا إله إلا الله كامل الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكمل المخلوقات، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في كل الحالات.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فتقوى الله وقاية من العذاب، وطريق إلى الفوز والثواب. عباد الله، قد بين الله ورسوله لكم مراتب الخير والشر وثوابه، وفتح لكم طريق البر وأبوابه، وأبان لكم أن من قصد رضوانه وسلك السبيل فلابد أن يوفقه ويوصله إلى كل فضل جزيل، ومن تولى عن مولاه واتبع شيطانه وهواه ولاه الله ما تولى لنفسه وخذله وأضله وأعماه، فلا يهلك على الله إلا الطغاة المتمردون، ولا يخرج عن رحمته إلا من أبى أن يسلك ما سلكه الصادقون، فهذه الشرائع التي شرعها لكم المولى ويسرها لكم قوموا بها بجد واجتهاد، يصلح لكم أحوالكم، «قال معاذ بن جبل: يا رسول الله أخبرني بعمل