الملكي فَمن أَصَابَهُ نفخ الرَّسُول الملكي وَنفخ الرَّسُول البشري حصلت لَهُ الحياتان وَمن حصل لَهُ نفخ الْملك دون نفخ الرَّسُول حصلت لَهُ إِحْدَى الحياتين وفاتته الْأُخْرَى الْأُخْرَى قَالَ تَعَالَى {أَو من كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا} فَجمع لَهُ بَين النُّور والحياة كَمَا جمع لمن أعرض عَن كِتَابه بَين الْمَوْت والظلمة قَالَ ابْن عَبَّاس وَجَمِيع الْمُفَسّرين كَانَ كَافِرًا ضَالًّا فهديناه

وَقَوله {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} يتَضَمَّن أمورا أَحدهَا أَنه يمشي فِي النَّاس بِالنورِ وهم فِي الظلمَة فَمثله وَمثلهمْ كَمثل قوم أظلم عَلَيْهِم اللَّيْل فضلوا وَلم يهتدوا للطريق وَآخر مَعَه نور يمشي بِهِ فِي الطَّرِيق ويراها وَيرى مَا يحذرهُ فِيهَا وَثَانِيها أَنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون مِنْهُ لحاجتهم إِلَى النُّور وَثَالِثهَا أَنه يمشي بنوره يَوْم الْقِيَامَة على الصِّرَاط إِذا بَقِي أهل الشّرك والنفاق فِي ظلمات شركهم ونفاقهم

وَقَوله

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يحؤل بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ الْمَشْهُور فِي الْآيَة أَنه يحول بَين الْمُؤمن وَبَين الْكفْر وَبَين الْكَافِر وَبَين الْإِيمَان ويحول بَين أهل طَاعَته وَبَين مَعْصِيَته وَبَين أهل مَعْصِيَته وَبَين طَاعَته وَهَذَا قَول ابْن عَبَّاس وَجُمْهُور الْمُفَسّرين وَفِي الْآيَة قَول آخر أَن الْمَعْنى أَنه سُبْحَانَهُ قريب من قلبه لَا تخفى عَلَيْهِ خافية فَهُوَ بَينه وَبَين قلبه ذكره الواحدي عَن قَتَادَة وَكَانَ هَذَا أنسب بالسياق لِأَن الاستجابة أَصْلهَا بِالْقَلْبِ فَلَا تَنْفَع الاستجابة بِالْبدنِ دون الْقلب فَإِن الله سُبْحَانَهُ بَين العَبْد وَبَين قلبه فَيعلم هَل اسْتَجَابَ لَهُ قلبه وَهل أضمر ذَلِك أَو أضمر خِلَافه وعَلى القَوْل الأول فَوجه الْمُنَاسبَة أَنكُمْ إِن تثاقلتم عَن الاستجابة وأبطأتم عَنْهَا فَلَا تأمنوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنكُم وَبَين قُلُوبكُمْ فَلَا يمكنكم بعد ذَلِك من الاستجابة عُقُوبَة لكم على تَركهَا بعد وضوح الْحق واستبانة فَيكون كَقَوْلِه {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وَقَوله {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وَقَوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015