فيها عَلَى الْعَاقِل ما لم يكن مغلوبا على عقله أَن يكون بَصيرًا بِزَمَانِهِ مُقبلا عَلَى شَأْنه حَافِظًا للسانه ومن حسب الكلام من عمله يوشك أن يقل كلامه إلا فيما يعنيه. قلت: بأبي أنت وأمي فما كان في صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها، كان فيها عجبا لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك وعجبا لمن أيقن بالموت كيف هو يفرح وعجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها وهو يطمئن إليها وعجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب وعجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثم هولا يعمل قلت: بأبي وأمي هل بقي مما كان في صحفهما؟ قال: نعم يا أبا ذر اقرأ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا.