بحث ثالث في ذكر الوضاعين المشهورين المكثرين من الكذب على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم
قال ابن الجوزي _ رحمه الله تعالي _ الوضاعون خلق كثيرة، فمن كبارهم: وهب بن وهب القاضي [أبوا] البختري، ومحمد بن السائب الكلبي، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب، وأبو داود النخعي، وإسحاق بن نجيح الملطي، وغياث ابن إبراهيم، والمغيرة بن سعيد الكوفي، وأحمد بن عبد الله الجوبياري، ومأمون ابن أحمد، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن القاسم الطايكاني، ومحمد ابن زياد اليشكري. انتهي.
وقال النسائي: الكذابون المعروفون بالوضع أربعة: ابن أبي يحيي بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام.
قيل: وضع الجويباري، وابن عكاشة، ومحمد بن تميم الفارقاني، أكثر من عشرة آلاف حديث، فخلق الله علماء يذبون، ويوضحون الصحيح، ويفضحون القبيح، فهم حراس الأرض وفرسان الدين، كثرهم الله إلى يوم القمامة.
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ إن من وقع في حديثه الموضوعة والكذب والقلب أنواع.
منهم: من غلب عليهم الزهد، فغفلوا عن الحفظ.
ومنهم: من ضاعت كتبه، فحدث من حفظه فغلط.
ومنهم: قوم ثقات، لكن اختلطت عقولهم في آخر أعمارهم.
ومنهم: من روى الخطأ سهوًا، فلما تبين الصواب لم يرجع، أنفة من أن ينسب إلى الغلط
ومنهم: زنادقة وضعوا لقصد إفساد الشريعة، وإيقاع الشك، والتلاعب بالدين. قال حماد بن زيد: وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث، ولما أخذ