صح خبر الطير وإن لم يصح، وما وجه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحتلم، وقبل جريان القلم فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة.
فرضنا أنه كان محتلمًا، ما هو بمعصوم من الخيانة بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولًا ثم إنه حبس عليًا عن الدخول كما قيل فكان ماذا؟
والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت فلو حبسه أو رده مرات، ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا، اللهم إلا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قصد بقوله: «إيتيني بأحب خلقك إليك، يأكل معي» عددًا من الخيار، يصدق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله كما يصح قولنا: أحب الخلق إلى الله. الصالحون، فيقال: فمن أحبهم إلى الله؟
فنقول: الصديقون والأنبياء.
فيقال: فمَن أحبُّ الأنبياء كلهم إلى الله؟
فنقول: محمد وإبراهيم وموسى، والخطب في ذلك يسير، وأبو لبابة، مع جلالته بدت منه خيانة، حيث أشار لبني قريظة إلى حلقة، وتاب الله عليه، وحاطب بدت منه خيانة فكاتب قريشًا بأمر تَخفى به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوهم وغفر الله لحاطب مع عظم فعله رضي الله عنه وحديث الطير على ضعفه فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو، والرجل فمن كبار علماء الإسلام ومن أوثق الحفاظ رحمه الله تعالى.
أنشد أبو بكر بن أبي داود لنفسه: