الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله، كان أبوه سلام مملوكًا روميًا لرجل هروي، يروى أنه خرج يومًا وولده أبو عُبيد مع ابن أستاذه في المكتب، فقال للمعلم: علِّمي القاسم فإنها كيسة. (?) (10/ 490).
العباس الدوري: سمعتُ أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروى فيه الروية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا، وأين كان ربنا. فقال: هذه أحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف يضحك؟ وكيف وضع قدمه؟
قلنا: لا نفسرُ هذا، ولا سمعنا أحدًا يفسره.
قلتُ: قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم، وما أبقوا ممكنًا وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلاً، وهي أهم الدين، فلو كان تأويلها سائغًا أو حتمًا لبادروا إليه، فعُلم قطعًا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق، لا تفسير لها غير ذلك، فنؤمن بذلك، ونسكت اقتداءً بالسلف معتقدين أنها صفات لله تعالى.
استأثر الله بعلم حقائقها، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين، كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين، فالكتاب والسنة نَطَقَ بها، والرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغ وما تعرض لتأويل.
مع كون الباري قال {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص، والله يهدي من يشاءُ إلى صراط مستقيم.