وإذا تركنا مكة والمدينة إلى القبائل المنبطحة في البادية، وجدنا ممن اشتهروا فيها بالخطابة ابن عمار الطائي، وهو خطيب مذحج كلها1، وهانئ بن قبيصة خطيب شيبان يوم ذي قار2، وزهير بن جناب خطيب كلب وقضاعة3، وربيعة بن حذار خطيب بني أسد4، وإليه احتكم الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي، وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم أيهم أشعر5. ومن الخطباء المشهورين في القبائل أيضا عامر بن الظرب6 أحد حكام العرب في الجاهلية، ومن كانوا يقضون بينهم في خصوماتهم7.
وممن اشتهر باللسن والخطابة، والشعر لبيد بن ربيعة العامري، ومن قوله8:
وأخلف قسا ليتني ولو أنني ... وأعيي على لقمان حكم التدبر
ومن قوله أيضا9:
وأبيض يجتاب الحروق على الوجى ... خطيبا إذا التف المجامع فيصلا
ومن خطبائهم هرم بن قطبة الفزاري10، وهو صاحب المنافرة المشهورة بين علقمة بن علاثة، وعامر بن الطفيل، وقد رآه عمر بن الخطاب يوما في المسجد، فقال له: "أرأيت لو تنافرا إليك -يعني علقمة وعامر- أيهما كنت تنفر: يا أمير المؤمنين لو قلت فيهما كلمة لأعدتها جذعة، فقال عمر: لهذا العقل تحاكمت إليك العرب"11.
ومن الخطباء البلغاء عمرو بن كلثوم خطيب تغلب12. وهيذان بن شيخ