مختص - فإنني لا أمتلك أدوات تكفل تحويل مسار هذا الواقع نحو المأمول منه، أو حتى التخطيط المختص لذلك، لكني على يقين من معرفتي لما يجب أن يكون عليه هذا المأمول الذي ينبغي أن نسعى جميعًا لتحقيقه، فأنا آمل أن يتصدى المتخصِّصون في مجال الفن لهذه المهمة، واضعين نصب أعينهم أن كل إنسان مسلم يريد أن يسمع ويشاهد ويطالع فنًا جميلاً ومبدعًا، ويكون هذا الفن - في الوقت ذاته - محافظًا ومبرزًا لمزايا وجوهرِ ما يدعو إليه ديننا الحنيف، وما نتمسك به من أخلاقيات سامية، وما نتمتع به من إرث حضاري وتاريخ مشرف ضارب في أعماق الزمن، هذا ما آمله من الفن، وهو عين ما ننتظر من المختصين العملَ على تحقيقه؛ بحيث يقصي من طريقه كل ألوان الهبوط والإسفاف المحيطة بنا.
هذا هو سبيل الإصلاح العملي الذي نراه، فإن واقع الفن وسيله الجارف لا ينتظر منا تشخيصًا وحسب، فهو يطالعنا في كل يوم، بل ربما في كل ساعة، ببدعة فيه مستجِدَّة، ترغِّب شبابنا وتستميل أهواءهم، حتى إن المرء ليحار بعدها متسائلاً: هل عَدِم شباب أمتنا هواية إلا صنوف الفن؟! فإذا ما أمعن الفكر وجد أن الأمر غير مقتصر على إظهار الهوايات ورعاية المواهب بغية إدخال المسرة على القلوب فحسب، لكن الفن في عصرنا قد تحول - جزمًا - إلى حِرفة منظمة تُدار بعناية فائقة، لا همّ لصانعيها سوى تثبيط الهمم وإفساد الأمم، فضلاً عن تكديس الثروات، ولو اتسعت لذلك الذِّمم! ولا شك بأن هؤلاء قد أتقنوا عمل ذلك، وحققوا كثيرًا مما سعَوا إليه، فكيف لنا - والحال هذه - أن نعمل على نقل هذا الفن من واقعه إلى ما يفترض به من دور رائد في صياغة توجهات الأمة، والعمل