على رفعة شأنها؟ إن الأمر يحتاج منا إلى تضافر جهود عملية، إضافة إلى كشف زيفه ومآرب صانعيه بوقع الكَلِم وحجة العلم؛ لذا، فإني أدعو القيمين على وسائل الإعلام في بعض المجتمعات الإسلامية لمزيد من إنصاف حضارة الإسلام، وذلك بمنح قيمه ومبادئه حيزًا كافياً فيما تتلقاه الأمة، وتتغذى به عقولها بل وقلوبها. لقد حرصت الأمم التي سادت في عصرنا على خصوصيات إعلام مجتمعاتهم، وعلى قدسية إرثهم الديني والفكري، فما المعيب - ونحن نقلدهم حَذْو القُذَّة بالقُذَّة - أن نقتدي بهم أيضًا في المحافظة على ما عندنا كما حافظوا هم على ما عندهم؟!
أما أهل الفن، فلهم نقول: أنتم أعلم الناس بحالكم، ونحن نُكبِر في بعضكم الرجوع عن سبيل الغيِّ، لكن المأمول منكم أن تجدُّوا في ممارسة ما ينطبق عليه حقًا وصف «الفن» من رقي ومهارة، فتقدموا للأمة صناعة فن راق هادف، يحافظ على إرثها الحضاري، ويؤكد تميز قدراتها، ولْتَجْنوا بعد ذلك - مع منتجي أعمالكم - ما كُتِب لكم من رزق، فتكسبوا بذلك خيري الدنيا والآخرة.
كما أدعو رجالَ الأعمال الجادِّين في توجهاتهم إلى الكشف عن مخبوء كنز إدارة الأعمال الفنية؛ وذلك بتبني مشاريع ذات جدوى اقتصادية، وتكون - في الوقت نفسه - مؤطرة بإطار القيم الإسلامية، يحولون فيها درب هذا النتاج الغث اللَّفاء إلى نتاج إنساني راق هادف، ويضيقون بذلك السبيلَ أمام أولئك المتربصين بالأمة المستخِفِّين بإمكاناتها والمستنفدين لخيراتها، والمستَخْفين بستار خادع واهٍ يسمونه فنًا، يحاولون من ورائه دك حصونها الدينية