لكن لو فقدت كل الحسنات لزم لا محالة ألا يكون الكلام حسنا.

فقد بان أن هذا الموضع ما ذهب على الزمخشري، وإنما ذهب على من اعترضه.

ثم يقال: ألست القائل: قد يعدل عن لفظة الغيبة إلى لفظة الحضور تعظيما، كقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فإنه عدل عن لفظ الغيبة وهو قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لأن العبادة أعظم من الحمد، فجعل العبادة بكاف الخطاب لعظم شأنها، وكاف الخطاب أصرح وأدل من هاء الغيبة، فجعل الأعظم للأعظم، فيقال لك: فقد قال سبحانه في موضع آخر {وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 1 فيجب أن تكون هذه الآية غير حسنة لفقد المعنى الذي ذكرته، كما قلت إنه لو كان الألتفات حسنا كما قاله

الزمخشري لوجب أن يكون كل خطاب واقع موقعه، والألتفات فيه غير حسن، فكل ما يجيب به فهو جواب الزمخشري.

88- قال المصنف: وقد يؤكد الضمير المتصل، كقوله تعالى: {لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} وقد يؤكد الضمير المنفصل بالمنفصل: وذلك مثل قول أبي تمام:

لا أنت أنت ولا الديار ديار ... خف الهوى وتولت الأوطار

ومثل قول المتنبي:

قبيل أنت أنت وأنت منهم ... وجدك جدك الملك الهمام2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015