يالهبوط، وعلمت عجزها عن أن تشمل من يشمل الزمان، وأن تعلو من يعلو على بهرام1 وكيوان2، فأر جاؤها في السعة بحيث يركض في كل قطر منها جحفل، ولكنها تضيق عن العالم المجموع في الواحد الأجمل، وتقصر عنه وتطول على القنا الذبل، وأظنا لماأشرقت بأنواره، وتاهت لما عدت من جملة دياره، لم تملك نفسها فخرت وضعفت، ورب نفس أفرط عليها الفرح فزهقت. ولو رزق الناس ما رزقت من الشرف الباذخ البنيات لخانتهم الأرجل وخروا سجود اللجباه والأذقان، وما سقطت عبثا وإنما أشارت بالرحيل، كما أن القصواء3 ما خلأت4 وإنما حبسها حابس الفيل".

هذا محلوله قوله:

أيقدح في الخيمة العذل ... وتشمل من دهرها يشمل؟

وتعلو الذي زجل تحته ... محال لعمرك ما تسأل؟

تضيق بشخصك أرجلؤها ... ويركض في الواحد الجحفل

وتقصر ما كنت في جوفها ... وتركز فيها القنا الذبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015