بِحَال يرجع اليه
أَن المكانة الطَّرِيقَة يُقَال هُوَ يعْمل على مكانته ومكينته أَي على طَرِيقَته وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (على مكانتكم إِنَّا عالملون) وَالْمَكَان مفعل من يكون مصدرا وموضعا
فِي قَوْله تَعَالَى (تَمامًا على الَّذِي أحسن) أَن تَمامًا لَهُ يدل على نقصانه قبل تكميله وتماما عَلَيْهِ يدل على نقصانه فَقَط لِأَنَّهُ يَقْتَضِي مضاعفة عَلَيْهِ
الْفرق بَين الناء والسعير والجحيم والحريق
أَن السعير هُوَ النَّار الملتهبة الحراقة أَعنِي أَنَّهَا تسمى حريقا فِي حَال إحراقها للإحراق هُوَ النَّار الملتهبة الحراقة أَعنِي أَنَّهَا تسمى حريقا فِي حَال إحراقها للأحراق يُقَال فِي الْعود نَار وَفِي الْحجر نَار وَلَا يُقَال فِيهِ سعير والحريق النَّار الملتهبة شَيْئا واهلاكها لَهُ وَلِهَذَا يُقَال وَقع الْحَرِيق فِي مَوضِع كَذَا وَلَا يُقَال وَقع السعير فَلَا يَقْتَضِي قَوْلك السعير مَا يَقْتَضِيهِ
الْحَرِيق وَلِهَذَا يُقَال فلَان مسعر حَرْب كَأَنَّهُ يشعلها ويلهبها وَلَا يُقَال محرق والجحيم نَار على نَار وجمر وجاحمه شدَّة تلهبه وجاحم الْحَرْب أَشد مَوضِع فغيها وَيُقَال لعين الْأسد جحمة لشدَّة توقدها وَأما جَهَنَّم فَيُفِيد بعد الْعقر من قَوْلك بِئْر جهنام إِذا كَانَت بعيدَة القعر
أَن الضياء مَا يَتَخَلَّل الْهَوَاء من اجزاء النُّور فيبيض بذلك وَالشَّاهِد أَنهم يَقُولُونَ ضِيَاء النَّهَار وَلَا يَقُولُونَ نور النَّهَار إِلَّا أَن يعنوا الشَّمْس فالنور الْجُمْلَة الَّتِي يتشعب مِنْهَا والضوء مصد ضاء يضوء ضوءا يُقَال ضاء وأضاء أَي ضاء هُوَ وأضاء غَيره
أَن قَوْلك النُّطْفَة يُفِيد أَنَّهَا مَاء قَلِيل وَالْمَاء الْقَلِيل تَسْمِيَة الْعَرَب النُّطْفَة يَقُولُونَ هَذِه نُطْفَة عذبة اي مَاء عذب ثمَّ كثر أستعمال النُّطْفَة فِي الْمَنِيّ حَتَّى صَار لَا يعرف باطلاقه غَيره