ثم نقول: ثانيها (?): إن كان الإخراج قد وقع من كِلَا الفريقين، فالحديث حُجَّة عليكم (?)، فإن قال: "ارموا وأنا مع بني فلان"، والمحلِّل لا يكون مع أحدهما.

وثالثها (?): إنْ كان المخرِجُ أحد الفريقين، أو لم يكن إخراجٌ بالكلِّيَّة، بطل استدلالكم بالحديث، فهو إما أن يكون حُجَّةٌ عليكم، أو ليس لكم فيه حُجَّة أصْلًا.

فإن قيل: فما فائدة دخوله - صلى الله عليه وسلم - مع كلا الفريقين إذا لم يكن محلِّلًا؟

فالجواب: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا صارَ مع أحد الحزبين، أمسك الحزب الآخر، وعلموا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في حزبٍ؛ كان هو الغالب المنصور، فلم يختاروا (?) أن يكونوا في الحزب الذي ليس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا عَلِمَ ذلك منهم، طَيَّبَ قُلُوبَهم، وقال: "أنا معكم كلكم".

هذا مقتضى الحديث الذي يدلُّ عليه، وهو بَرِئٌ من التحليل. وبالله تعالى التوفيق [ظ 45].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015