ارتكاب أنواع من الخطإِ والاستدلال بما ليس بدليل، ومخالفة صريح الدليل؟!
فيا للهِ العَجَب! أين دِلالة هذا الحديث على المحلِّل بوجْهٍ مِن الوجوه؟! وهل مثل (?) هذا إلا حُجَّة عليكم؟!
فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أوَّلًا (?): "ارموا وأنا مع بني فلان"، فلم يسأل: هل أخْرَجَ الحزبان معًا؟ أو أحدهما؟ أو لم يخرج أحدٌ شيئًا؟ فدلَّ على أن لا فَرْق في جَوَاز العَقْد.
ثم إن المحلِّل لا يكون مع أحد الحزبين، ولا يجوز له أن يقول: أنا مع فلان، أو مع هذا الحزب (?) دون هذا، فليس هذا من (?) شأن المحلِّل، ولا يتمُّ لكم حينئذٍ (?) الاستدلال بالحديث إلا بعد أمور:
أحدها: أن الحزبين أخرجا معًا، وأن النبي [ح 94]- صلى الله عليه وسلم - علم بذلك، ودخل معهم ولم يُخْرِج، وكان محلِّلًا.
وهذا، إن لم يُقْطَع ببطلانه؛ فدعواه دعوى مجرَّدة عن برهان من الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا تكون مسموعةً ولا مقبولةً.