والإصابة لم يبْق لأَحَدهم فضل على أَصْحَابه إِلَّا شئ وَاحِد وَهُوَ صِحَة الكشتبان وَعدم تَأْثِير الْوتر فِيهِ فَمن كَانَ عقده صَحِيحا وَسلم كشتبانة من حز وتره كَانَ أحذق الرُّمَاة وأفضلهم قَالَ وَكَانَ طَاهِر الْبَلْخِي وَأَبُو هَاشم وَإِسْحَاق وَغَيرهم من الأكابر يخفون كشاتبينهم وَلَا يظهرونها لأحد خوفًا أَن يُوجد غير سَالم من جِهَة الْوتر فَيسْقط من حد الأستاذية عِنْد نظرائه وَقَالَ وَقد بذلت جهدي فِي طلب رام لَيْسَ فِي وَجه كشتبانه أثر وَلَا عيب فَلم أَجِدهُ قَالَ الطَّبَرِيّ فَسَأَلت أستاذي أَن يريني كشتبانه فَامْتنعَ فَلم أزل ألح عَلَيْهِ حَتَّى أجابني ثمَّ أَخذه وَأَنا أرى فَرمى عَلَيْهِ ثمَّ دَفعه إِلَيّ لمعرفته فَوَجَدته مستوي الْجَرّ لَا انحراف فِيهِ وَلَا ميل سليم الْوَجْه من شعث الْوتر وَكَانَ طاقا وَاحِدًا أديما صلبا لَا حَشْو فِيهِ متوسط الغلظ وَقَالَ الْعَبَّاس الْقرشِي وَهُوَ من أكَابِر تلامذة طَاهِر إِنَّه اجْتهد أَن يرى عقد طَاهِر فَلم يقدر إِلَى أَن دخل مَعَه الْحمام فاستخرج كشتبانه من ثِيَابه فَنظر فِيهِ فَإِذا هُوَ لَا أثر فِيهِ فَعلم أَن مداراة الرَّمْي وَصِحَّته فِي الكشتبان قَالَ الطَّبَرِيّ وَقَالَ لي عبد الرَّحْمَن النكاية عشرَة أَشْيَاء تِسْعَة مِنْهَا فِي الْوَفَاء التَّام الصَّحِيح وَوَاحِد فِي الرَّامِي