الأمة إلى المنهج القويم في أخذ عقيدة التوحيد من الكتاب المجيد فنهض منها أفراد من العلماء الأعلام يدعون إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما كان عليه السلف الصالح، ويبينون للناس أن الخير كله في الإتباع والشر كله في الجمود والابتداع، وبذلك تنبهت العقول من غفلتها، واستيقظت من سباتها فوجدت القرآن يدعوها إلى النظر في هذه الكائنات، والتفكر في عجائب هذه المخلوقات، فنظر أولو العقول، وفكروا، فإذا بالعلوم الحديثة تكشف حقائق كانت من قبل مجهولة غير معلومة، بيد أن القرآن قد نبه عليها، وأشار إليها إشارات صريحة، من قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، فكان ذلك تفسيراً عملياً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (?).

وقوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) (?).

كما وجد أصحاب العقول، أن العلوم الحديثة، في مختلف اتجاهاتها، تكشف عن آيات الله التي بثها في مخلوقاته، فإذا كان الأولون يرون أن في خلقهم حكمة تشهد بأن خالقها هو الحكيم، فإن هذه العلوم الحديثة قد جاءت لتكشف عن دقائق الحكمة الباهرة، وتقف بالإنسان أمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015