ولكلّ صَافِيَة قذى ... ولكلّ خَالِصَة شوائب
والدهر أولى مَا صبرت ... لَهُ على رنق المشارب
كم نعمةٍ مطويّةٍ ... لَك بَين أثْنَاء النوائب
ومسرّة قد أَقبلت ... من حَيْثُ تنْتَظر المصائب
وَوجدت بِخَط أبي الْحُسَيْن بن أبي الْبَغْل الْكَاتِب، من أَبْيَات؛ وَلم أَجِدهُ نسبه إِلَى نَفسه:
فصبرًا على حُلْو الْقَضَاء ومرّه ... فإنّ اعتياد الصَّبْر أدعى إِلَى الْيُسْر
وَخير الْأُمُور خيرهنّ عواقبًا ... وَكم قد أَتَاك النَّفْع من جَانب الضرّ
وَمن عصم الله الرِّضَا بِقَضَائِهِ ... وَمن لطفه توفيقه العَبْد للصبر
ثمَّ وجدت فِي كتاب أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، الَّذِي أَلفه فِيمَن رثى مَا لَا يرثى مثله، وَعَلِيهِ تَرْجَمَة بِخَط الصولي: مراثي الْبَهَائِم، والنبات، والأعضاء، وَغير ذَلِك، قصيدة نَسَبهَا اليزيدي إِلَى ابْن أبي الْبَغْل، وَذكر بِخَطِّهِ أَيْضا، أَنه عَارض بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاث مائَة قصيدة يرثي بهَا سنورًا لَهُ لما حبس، وَهِي تزيد على مائَة وَخمسين بَيْتا، وَهِي حَسَنَة، كَثِيرَة الحكم، فاخترت مِنْهَا مَا يجْرِي مجْرى الأبيات الثَّلَاثَة الْمُتَقَدّمَة، لِأَنِّي وَجدتهَا فِيهَا، وَبعدهَا:
وإنّي لأرجو الله يكْشف محنتي ... وَيسمع للمظلوم دَعْوَة مضطرّ
فيرأب مَا أثأى، ويعطف مَا ألتوى ... ويعدل مَا استوحى وَيجْبر من كسري