وروينا في "صحيح مسلم" عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: "لا إله إلا اللهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْدُ وهُو على كل شَيءٍ قديرٌ، لا حَولَ ولا قُوةَ إلا بالله، لا إله إلا اللهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله الجد كما هو ظاهر كلامه ثلاثًا ففي بعض طرقه عند أحمد والنسائي وابن خزيمة أنه كان يقوله ثلاثًا. قوله: (وَرَوَينَا في صحيحِ مسلِمٍ) رواه أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة كلهم عن عبد الله بن الزبير وأخرجه الحافظ من طريق الإمام أحمد بن حنبل ومن طريق أبي نعيم عن ابن الزبير قلت وأخرجه أبو نعيم وابن السني كلاهما في عمل اليوم والليلة. قوله: (عنْ عبْدِ الله بْنِ الزُّبير) هو أبو خبيب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ابن العوام القرشي الأسدي أمير المؤمنين أول مولود من المهاجرين بعد الهجرة بالمدينة ولما ولد فرح المسلمون بولادته لأنه قيل لهم أن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم ولد حي، أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - به فحنكه بريقه فكان أول شيء دخل جوفه ريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماه باسم جده أبي بكر وكناه بكنيته ودعا له وبرك عليه وقال له أيضًا كبش بين ذئاب وذئاب عليها ثياب ليمنعن البيت أو ليقتلن دونه وجاء في رواية في البخاري ومسلم أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع أو ثمان سنين ليبايعه وكان الزبير أمره بذلك فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - مقبلًا ضحك في وجهه ثم بايعه وكان عبد الله غاية في العبادة نهاية في الشجاعة وشدة البأس وشهد فتح إفريقية وكان العزم والفتح على يديه وشهد مع أبيه وخالته يوم الجمل حيث استشهد وكان أطلس لا لحية له ولا شعر بوجهه وكان كثير الصوم والصلاة كريم الجدات والأمهات والخالات قال ابن كيسان ما رأيت ابن الزبير يعطي كلمة قط لرغبة ولا لرهبة سلطان أو غيره روي أنه شرب حجامة دم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له ويل لك من الناس وويل للناس منك لا تمسك النار إلَّا تحلة القسم بويع له بالخلافة سنة أربع وستين بعد موت معاوية واجتمع على طاعته أهل الحجاز واليمن والعراق والخراسان وبنى البيت على قواعد إبراهيم وتخلف عن بيعته ابن عباس وابن الحنفية وحج ثمان حجج ثم حصره الحجاج بمكة في أول ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ونصب عليه المنجنيق وألح عليه بالقتال من كل جهة وحبس عنهم الميرة من كل جهة ثم قتل يوم الثلاث النصف من شهر جمادى الأولى