وروينا في "صحيح البخاري" عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ يَضْمَنُ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ ومَا بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنُ لَهُ الجنَّةَ".

وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الجنب، بل ما دل عليه اللفظ بذلك القيد وهذا قد دل عليه اللفظ دلالة أولوية كدلالة ولا تقل لهما أف على حرمة الضرب وإن كانت الأولوية ثمة أظهر منها ها هنا والمراد إن من أحسن معاملة الخلق لكمال إسلامه وحسن استسلامه فهو أولى بحسن معاملة الحق فلا يقال: نجد كثيراً يحسن معاملة الخلق دون الحق.

قوله: (وروينا في صحيح البخاري الخ) قال في المرقاة ورواه أحمد والحاكم عن أبي موسى

بلفظ من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة والفقم بالضم والفتح اللحي على ما في النهاية ورواه

الترمذي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة مرفوعاً من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه

دخل الجنة قلت: وسيأتي الحديث في الأصل قريباً وفي رواية للبيهقي عن أنس من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وجبت له الجنة اللقلق اللسان والقبقب البطن والذبذب الذكر كذا في مختصر النهاية للسيوطي اهـ. قلت: وفي الموطأ من حديث عمار بن ياسر إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من وقاه الله شر ثنتين ولج الجنة فقال رجل: يا رسول الله ألا تخبرنا فسكت -صلى الله عليه وسلم- ثم عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال مثل مقالته الأولى إلى تمام المرة الثالثة وأراد الرجل أن يقول مثل مقالته الأولى فاسكته رجل إلى جنبه فقال -صلى الله عليه وسلم-: "من وقاه الله شر ثنتين فقد ولج الجنة ما بين لحييه وما بين ورجليه ما بين لحييه وما بين رجليه ما بين لحييه وما بين رجليه وهذه شواهد لحديث الكتاب. قوله: (من يضمن) بالجزم على أن من شرطية. قوله: (ما بين لحييه) بفتح اللام العظمان في جانب الفم وما بينهما هو اللسان (وما بين رجليه) هو الفرج قال الشيخ زكريا في تحفة القارئ المراد بالضمان الأول والثاني لازمهما وهو أداء الحق في الأول والمجاوزة في الثاني أي من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام جازيته بالجنة اهـ.

قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) في الجامع الصغير بعد إيراده بلفظ ما بين المشرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015