الدعاء، فقال لي ابتداء من قِبَل نفسه: من أراد سفرا ففزع من عدوٍّ أو وحش فليقرأ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} فإنها أمان من كل سوء، فقرأتها فلم يعرض لي عارض حتى الآن.
ويستحب إذا فرغ من هذه القراءة أن يدعوَ بإخلاص ورقَّة. ومن أحسن ما يقول: اللهُم بكَ أسْتَعِينُ، وَعَلَيْكَ أتَوَكَّلُ، اللهُم ذَلِّلْ لي صُعُوبَةَ أمري، وَسَهِّلْ عَليَّ مَشَقَّةَ سَفَرِي، وَارزُقْني مِنَ الخَيْرِ أكْثَرَ مِمَا أطْلُبُ، وَاصْرِفْ عَني كُلَّ شَرٍّ، ربِّ اشْرَح لي صَدْري، وَيسِّرْ لي أمري،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حجر في حاشية الإيضاح وجه المناسبة في هذه السورة ما فيها من نعمتي الإطعام من الجوع والأمن من الخوف المناسبين لحفظ من يخلفه أي مناسبة اهـ. قال ابن الجزري في الحصن وقراءة السورة المذكورة أمان من كل سوء مجرب اهـ. قال شارحه أي لقوله تعالى: {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، ويؤخذ منه أنه إذا قرأ حال القحط ووقت الاضطراب للأكل تكون قراءته أمانًا من الجوع أو القلق وأطعمهم من جوع اهـ. وفي القصة كرامة ظاهرة للقزويني حيث أطلعه الله على ما في ضمير ذلك الإنسان قبل سؤاله له والله أعلم. قوله: (بل أستعين) أي بك لا بغيرك أسألك الإعانة، إذ لا وصول إلى شيء بغير إعانته سبحانه، وما أحسن قوله من قال:
إذا لم يعنك الله فيما تريده ... فليس لمخلوق إليه سبيل
وإن هو لم يرشدك في كل مسلك ... ضللت ولو أن السماك دليل
قوله: (ذلل لي صعوبة أمري) فيه استعارة مكنية شبه السفر لعظم ما فيه بالناقة الصعبة، فالتشبيه المضمر في النفس استعارة مكنية، وإثبات الصعوبة استعارة تخييلية وذكر التذليل ترشيح، وفيه الإيماء إلى حديث "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وأنت إذا شئت جعلت الحزن سهلًا". قوله: (واصرف عني كل شر) وفي نسخة كل ذي شر أي صاحبه، وإذا صرف عنه صرف شره. قوله: (رب اشرح لي
صدري) أي اجعله منشرحًا واسعًا لقبول الإيمان، متوسعًا لقبوله