اللَّهُم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابَه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين- ثم تقدم فقاتل حتى استشهد، فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة أو طعنة برمح أو رمية بسهم.

باب ثناء الإمام على من ظهرت منه براعة في القتال

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص فقال أنس بن النضر لا والله لا تكسر ثنيتها يا رسول الله فقال - صلى الله عليه وسلم - كتاب الله القصاص فرضي القوم وقبلوا الأرش فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره والربيع بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد التحتية بعدها عين مهملة كذا في اسد الغابة وسيأتي لهذا المقام زيادة تحقيق في تعيين الجاني هل هو الربيع أو أخت الربيع وهل الجناية في السنن أو غيرها وهل القائل أنس أو أم الربيع في باب جواز التهليل والتسبيح عند التعجب. قوله: (وانكشف المسلمون)

أي انهزموا وفيه حسن العبارة إذ لم يصرح لفظ الانهزام على المسلمين كذا في الكرماني. قوله: (أبرأ إليك) أي أنا بريء من الإشراك وقتال رسول رب العالمين وقتل المسلمين الذي فعله المشركون (وأعتذر) أي من انكشاف أصحابه لأنه لا طاقة له على تثبيتهم وردهم إلى مواطنهم التي أمروا بلزومها ففارقوها ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا. قوله: (بضعًا) بكسر الباء وقد تفتح قال في النهاية ما بين الثلاث إلى التسع وقيل ما بين الواحد إلى العشرة لأنه قطعة من العدد وقال الجوهري تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلًا فإذا جاوزت لفظ العشر لا تقول بضع وعشرون وهذا يخالف ما جاء في الحديث أي كالحديث المذكور هنا عن أنس وهو من الفصحاء بضعًا وثمانين وكالحديث المرفوع في البخاري لقد رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرونها وجاء في الرواية أن الضربات المذكورة كانت في المقبل من أنس بن النضر.

باب ثناء الإمام على من ظهرت منه براعة في القتال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015