. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر الصالحين تنزل الرحمة ثم تعظيمًا له بنسبتهم إليه سابعًا ثم بإظهار المرأة لهم ثامنًا ثم بالابتهال والتضرع في الدعاء تاسعًا ثم بالاعتراف عاشرًا بأن الأمر كله لله وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن جل قدره فهو محتاج إلى رحمة ربه، فهذه عشر حسنات سوى ما ورد الشرع من أن الحسنة بعشر أمثالها وسبق في باب إجابة المؤذن الجواب عما يقال أن القرآن نطق بأن الحسنة بعشر أمثالها.

فما أفاده الخبر زيادة على ذلك بما حاصله أن في الخبر أعظم فائدة إذا القرآن اقتضى تضاعف

الحسنة بعشر أمثالها والصلاة منها فاقتضى القرآن أن يعطى بذلك عشر درجات في الجنة، وأفاد الحديث الإخبار بأنه تعالى يصلي على من صلى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - عشرًا وذكر الله للعبد أعظم من الحسنة مضاعفة وتحقيق ذلك أن الله تعالى لما لم يجعل جزاء ذكره إلَّا ذكره كذلك جعل جزاء ذكر نبيه - صلى الله عليه وسلم - ذكره اهـ. وما أحسن قول الشيخ العلامة برهان الدين بن أبي شريف نفع الله به من صرف فكره، واعمل الفكرة، تواردت عليه رسل المسرة بما أتحفه مولاه من المبرة وسره. يا لها بشارة تخللت من العروق المسالك. اين صلاة العبد من صلاة الملك فكيف والعبد يصلي مرة والله تعالى يصلي عشرًا، فكم مولاه أجرى له ثوابًا عميمًا وأجرًا اهـ. ومع ذلك فلم يقتصر على ذلك بل ضم إليها رفع عشر درجات وحط عشر سيئات وكتابة عشر حسنات وكن له كعتق عشر رقاب ومن علامة صلاة الله تعالى على عبده أن يرضيه بأنوار الإيمان ويحليه بحلية التوفيق ويتوجه بتاج الصدق ويسفط عن نفسه الأهواء والإرادات الفاسدة ويبدله به الرضا بالمقدور.

وذكر البيهقي وغير أن مظالم العباد وإنما توفي من أصول الحسنات أما التضعيف أي ما زاد على الواحد بالنسبة لكل حسنة فمدخر للعبد حتى يدخل الجنة فيعطى ثوابه وهي فائدة جليلة أن عضدها خبر صحيح ثم العشر أقل ما ورد في جزاء الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - والله يضاعف لمن يشاء فلا ينافي الأحاديث التي فيها الزيادة على ذلك ثم يحتمل أن يكون ذلك الاختلاف لاختلاف أحوال المضاف ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بالقليل أولًا ثم تفضل الله عليه وزاد فأخبر به والله أعلم.

تنبيه

نقل القاضي عياض أن هذا لمن صلى عليه - صلى الله عليه وسلم - محتسبًا مخلصًا قاضيًا بذلك حقه إجلالًا لمكانه وحبًّا فيه لا لمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015