روينا في "صحيح مسلم" عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ صَلَّى عَلي صَلاة صَلى اللهُ عَلَيْهِ بِها عَشرًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تعالى على من مر غاية التعظيم والتشريف لهم فلم يحتج لمؤكد بخلافه من العبد فلم يعرف به ما يغني عن طلب تأكيده بالتعريف فكان أولى في حقه بل يلزمه فيما مر للاتباع مع عدم قيام المنكر مقام المعرف ويأتي السلام بمعنى السلامة مك النقائص وهي العصمة وبمعنى السلام الذي هو اسم من أسمائه تعالى فمعنى السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - على الأول اللهم سلمه من النقائص وعلى الثاني حفظ السلام أي الله عليه أي اللهم احفظه فهو على حذف مضاف ومعناه على أنه بمعنى الانقياد اللهم صير العباد منقادين له أي مذعنين له ولشريعته وتقدم في آخر أذكار التشهد حكمة الصلاة من العباد عليه - صلى الله عليه وسلم - وأنها تعود إلى الأمة بتكثير الثواب إليه - صلى الله عليه وسلم - بزيادة الترقيات في الفيوض الإلهية والله سبحانه وتعالي أعلم. قوله: (رَوَيْنَا في صحيح مُسلم الخ) أي في الحديث الذي رواه في إجابة المؤذن في آخره ثم صلوا علي فإنه من صلى عليَ الخ. قوله: (مَنْ صَلى علي الخ) أي اسأل الله أن يرحم نبيه - صلى الله عليه وسلم - رحمة مقرونة بغاية التعظيم اللائق به لما مر أنه الأصح في معنى صلاته تعالى على أنبيائه. قوله: (صَلَى الله عليْهِ) أي رحمه لما مر أن هذا معنى صلاة الله على غير الأنبياء لكنها رحمة جامعة واسعة تتفاوت الناس فيها بتفاوت مراتبهم فصلى فيهما من باب المشاكلة لأنه متفق لفظًا مختلف معنى ويصح اتفاقهما معنى أيضًا تخصيصًا للصلاة في القسمين بالرحمة المقرونة بالتعظيم للمصلي بين الملائكة تشريفًا لقدره وتنويهًا بذكره لكنها تختلف باختلاف مراتب الأنبياء ثم من دونهم وفي كلام المصنف كالقاضي عياض التصريح بذلك حيث قال معنى صلى عليه أي رحمه وضعف أجره كقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، وقد يكون الصلاة على وجهها وظاهرها كلامًا يسمعه الملائكة تعظيمًا للمصلي وتشريفًا له كما جاء وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وفي مسالك الحنفاء نقلًا عن الإمام تضاعفت الصلاة لأنها ليست حسنة واحدة بل حسنات إذ بها تجديد للايمان بالله تعالى أولًا ثم بالرسول ثانيًا ثم تعظيمه ثالثًا ثم بالعناية بطلب الكرامة له رابعًا ثم تجديد الإيمان باليوم الآخر خامسًا ثم بذكر الله سادسًا وعند