وفي رواية في الصحيحين أيضًا: "بِئْسَما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكذا فينبغي أن يحرر فإن البخاري لم يخرجه أصلًا وإنما أخرج اللفظ الذي بعده اهـ، ويوجد في بعض النسخ لا يقل أحد نسيت آية كذا وكذا وكأنه من بعض
الكتاب أو أن الشيخ تنبه له وصححه والله أعلم. قوله: (وفي رواية في الصحيحين الخ) قال الحافظ بعد تخريجه أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبو عوانة والترمذي والنسائي وفي رواية لمسلم بئسما للرجل أن يقول نسيت سورة كيت وكيت أو آية كيت وكيت بل هو نسي وأخذ المصنف من الشك المذكور في رواية مسلم قوله في الترجمة سورة كذا اهـ. قوله: (بئسما لأَحدهِم الخ) في الحديث النهي عن إضافة النسيان إلى آية من القرآن قيل وإنما نهى عنه لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل له عنها قال تعالى: (أَتَتكَ آياتنا فَنَسِيتَهَا) [طه: 126] ويقبح بالإنسان التسهيل والتغافل في ذلك الشأن بخلاف أنسيت ففيه إشارة إلى عدم التقصير في الحفظ لكن الله تعالى أنساه لمصالح، ورده في فتح الإله بأنه غير ملائم للحديث قال القاضي عياض أول ما يتأول على الحديث أن معناه ذم الحال لا ذم القول أي نسيت الحال حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه وصار يقول نسيت ولم ينسه من قبل نفسه أنساه الله عقوبة له على غفلته عنه ويشهد له حديث لم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة حفظها رجل ثم نسيها اهـ، ونقل من هذا الكلام عن أبي عبيد وزاد أما الحريص على حفظه مع الدأب في تلاوته لكن يغلبه النسيان فلا يدخل في هذين الحديثين وقيل معنى نسي عوقب بالنسيان على ذنب أو سوء تعهد القرآن قال الطيبي هو من باب قوله تعالى: (أَتتكَ آياتنا فَنَسِيتَهَا) وكذلك اليوم تنسى اهـ. قال في فتح الإله وما ذكره أبو عبيد صحيح في نفسه ومطابقته للحديث الذي نحن فيه مبنية على أن النهي فيه عن النسيان بتقصير وكذا قول الطيبي هو من باب قوله تعالى: (أَتتكَ آياتنا فَنَسِيتَهَا) الخ. كل ذلك تكلف خارج عن الحديث لا يحتاج إلى أخذه من هذا لبعد الدلالة عليه إنما يؤخذ من الأحاديث المصرحة به كحديث عرضت علي ذنوب أمتي فلم أو ذنبا أعظم من رجل أوتي آية فنسيها. قوله: (أَيةَ كَيْت وكيتَ) أي آية كذا وكذا قال المصنف وهو بفتح التاء على المشهور وحكى الجوهري فتحها وكسرها عن أبي عبيدة اهـ. قال في شرح الأنوار السنية وهي كلمة