وجاء عن إبراهيم النخعي رحمه الله أنه قال: كانوا يكرهون [أن يقال: ] سُنَّة فلان، وقراءة فلان، والصواب: ما قدمناه.
فصل: يكره أن يقول: نسيت آية كذا، أو سورة كذا، بل يقول: أنسيتُها أو أُسقِطتُها.
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَقُولُ أحَدُكُمْ: نَسِيتُ آيَةَ كذَا وَكذَا، بَلْ هُوَ نُسيَ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة سورة التي يذكر فيها النساء قال الطبراني لا يروى عن انس إلّا بهذا الإسناد تفرد به خلق قال الحافظ وهو من شيوخ مسلم ولكن عبيس بمهملة وموحدة مصغر ضعيف وقد أفرط ابن الجوزي فذكر الحديث في الموضوعات ولم يذكر له مستندا إلّا تضعيف عبيس وقال الإمام أحمد أنه حديث منكر وهذا لا يقتضي الوضع وقد قال الفلاس أنه صدوق يخطئ كثيرًا وقد ترجم البخاري في فضائل القرآن "باب من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا" ثم ذكر حديث ابن مسعود من قرأ الآيتين كفتاه. قوله: (وجاء عَنْ إِبْراهيمَ النَّخَعِيّ) رواه عنه ابن أبي داود كما في التبيان والنخعي بفتح النون والخاء المعجمة بعدها عين مهملة جد قيلة.
فصل
قوله: (يُكرَهُ أَنْ يقول) أي القارئ وفي شرح مسلم وفي الحديث كراهة قول نسيت آية كذا وهي كراهة تنزيهية اهـ، وقال الأبي بئس للذم والذم خاصة فعل المحرمِ فبئس للتنزيه اهـ. قوله: (أنسِيتُ) أي بضم الهمزة بالبناء للمفعول أي أنسانيها الله تعالى. قوله: (أسقطتها) أي بالبناء للفاعل أي أسقطتها بسبب الأنساء. قوله: (رَوَينَا في صحيحي البُخَارِي ومُسلم الخ) قال بعد تخريجه بلفظ لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا أو كيت بل هو نسي ما لفظه حديث صحيح أخرجه مسلم ولفظه لا يقل بغير واو وكذا رواه ابن حبان في صحيحه وقال لم يسند سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش غير هذا الحديث قال الحافظ وهو من رواية الأقران واللفظ الذي ذكره المصنف لم أره في واحد من الصحيحين لا من لفظ يقول ولا لفظ آية كذا