بَلْ هُوَ نُسِّيَ".
وروينا في "صحيحيهما" عن عائشة رضي الله عنها، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقرأ، فقال: "رَحِمَهُ اللهُ، لَقَدْ أذْكرني آيةً كُنْتُ أُسْقِطْتُها".
وفي رواية في الصحيح:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعبر بها عن الجمل الكثيرة والحديث الطويل اهـ. قوله: (بَلْ هو نُسِّيَ) أي لم ينس هو أي لم يكن له فعل في النسيان إنما نسى أي أن الله سبحانه هو الذي أنساه اياها بسبب منه تارة من ترك تعهد القراءة إذ ترك تعهدها سبب للنسيان عادة ولا بسبب منه أخرى قال الطيبي وابن حجر وإنما نهى عن قوله نسيت لأنه يوهم أنه فاعل للنسيان وكذلك الثاني فإنه يصرح بأن النسيان إنما هو من الله لا غير قال المصنف في شرح مسلم ونسي ضبطناه بتشديد السين وقال القاضي ضبطناه بالتشديد والتخفيف اهـ، وقال الحافظ ضبط أكثر الروايات بضم أوله والتشديد وضبط بعض الرواة في مسلم بالتخفيف وكذا رأيته في مسند أبي يعلى ومن كتاب الشريعة لابن أبي داود ولا أعرف من ضبطه بالفتح والتخفيف. قوله: (وَرَوَينَا في صحِيحيهما عَنْ عائِشةَ الخ) قال الحافظ هذا اللفظ المختصر عند مسلم خاصة بلفظ أنسيتها ووقع
عنده وعند البخاري بلفظ أسقطتها أتم من هذا السياق قال الحافظ عنهما أن رجلًا قام يقرأ في الليل فرفع صوته فلما أصبح قال - صلى الله عليه وسلم - رحم الله فلانًا كإني من آية أذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها وقال أخرجه البخاري ومسلم بلفظ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا وعند البخاري في رواية كنت أسقطتهن. وقوله: (وفي رِوَايةٍ في الصّحِيح الخ) أخرجه مسلم مختصرًا وأخرجه البخاري بنحو الحديث المذكور قبله قال فيه أنسيتها. قوله: (سَمِعَ رَجُلا يَقْرأُ) قال المصنف في المبهمات قال الخطيب تبعًا لعبد الغني كما قال الحافظ هذا الرجل عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري اهـ. قال الحافظ بعد أن أخرج عن عائشة قالت تهجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتي وتهجد عباد بن بشر في المسجد فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته فقال يا عائشة هذا عباد بن بشر اللهم ارحم عبادا وقال بعد تخريجه هذا حديث حسن هذا الرجل خرجه محمد بن نصر في كتاب قيام الليل وأشار البخاري في الصحيح إلى هذا الحديث