فصل: ويستحب للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض، وكذلك إذا وقف يقف على المرتبط وعند انتهاء الكلام، ولا يتقيد في الابتداء ولا في الوقف بالأجزاء والأحزاب والأعشار، فإن كثير امنها في وسط الكلام المرتبط، ولا يغتر الإنسان بكثرة الفاعلين لهذا الذي نهينا عنه ممن لا يراعي هذه الآداب، وامتثلْ ما قاله السيد الجليل أبو علي الفضيل بن عياض رحمه الله: لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها، ولا تغتر بكثرة السالكين الهالكين، ولهذا المعنى قال العلماء: قراءة سورة بكمالها أفضل من قراءة قدرها من سورة طويلة، لأنه قد يخفى الارتباط على كثير من الناس أو أكثرهم في بعض الأحوال والمواطن.
فصل: ومن البدع المنكرة ما يفعله كثيرون من جهلة المصلين بالناس التراويح من قراءة سورة (الأنعام) بكمالها في الركعة الأخيرة منها في الليلة السابعة، معتقدين أنها مستحبة، زاعمين أنها نزلت جملة واحدة، فيجمعون في فعلهم هذا أنواعا من المنكرات، منها: اعتقاد
أنها مستحبة، ومنها: إيهام العوام ذلك، ومنها:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
معًا باليمامة في خلافة الصديق رضي الله عنه اهـ.
فصل
قوله: (فإِن كثيرًا مِنهَا الخ) قال في التبيان كالجزء الذي في قوله تعالى: (وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) [النساء: 24] وفي قوله: (وَمَا أبريءُ نَفسِي) [يوسف: 53] وفي قوله فما كان جواب قومه وفي قوله: (وَمَن يَقنُتْ مِنكُنَّ) [الأحزاب: 31] وفي قوله: (إليه يُرَدُّ عِلمُ السَّاعَةِ) [فصلت: 47] وفي قوله قال فما خطبكم أيها المرسلون والأحزاب كقوله: (وَاذكُرُوا اللَّهَ في أَيَامٍ معدُوَداتٍ) [البقرة: 203] وقوله تعالى: (قُل أَؤنَبِئُكُم بِخَيرٍ مِن ذلِكُم) [آل عمران: 15] الخ. قال فهذا وشبهه ينبغي الاعتناء به ولا يقف عليه فإنه متعلق بما قبله اهـ. قوله: (وامتَثِلْ الخ) قال في التبيان رواه عنه أبو عبيد الله الحاكم بإسناده. قوله: (سُورَةِ الخ) تقدم تحقيق ذلك في باب أركان الصلاة.
فصل
قوله: (فيجْمَعُونَ الخ) أي