فإن أفرط حتى زاد حرفًا أو أخفى حرفًا، فهو حرام.

وأما القراءة بالألحان، فهي على ما ذكرناه، إن أفرط، فحرام، وإلا فلا، والأحاديث بما ذكرناه من تحسين الصوت كثيرة مشهورة في الصحيح وغيره؛ وقد ذكرت في آداب القرَّاء قطعة منها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تمطيط مفرط يغير النظم. قوله: (فأَنْ أَفْرَط الخ) قال في التبيان قال أقضى القضاة الماوردي في كتاب الحاوي القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صفته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفى به اللفظ فيلتبس المعنى فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقرأ به وعلى ترتيله كان مباحا لأنه زاد بألحانه في تحسينه اهـ. قال الشافعي في مختصر المزني ويحسن صوته بأي وجه كان وأحب ما يقرأ حدرا وتحزينا قال أهل اللغة يقال حدرت القراءة إذا أدرجتها ولم تمططها ويقال فلان يقرأ بالتحزين إذا أرق صوت اهـ. ومما ينبغي أن يضم إلى حديث أبي موسى في حسن الصوت ما جاء عن عائشة رضي الله عنها. قال

حديث أخرجه محمد بن نصر في قيام الليل وهو من الأحاديث التي تفرد ابن ماجة بإخراجها ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن عبد الرحمن بن سابط أحد رواته كثير الإرسال وهو تابعي ثقة وقد أخرج له ابن المبارك في كتاب الجهاد مرسلًا فقال عن ابن سابط أن عائشة سمعت سالما، وابن المبارك يشعر عن الوليد الذي روى الحديث موصولًا لكن للحديث طريق آخر ذكر فيه الحديث دون القصة قال الحافظ وإذا انضم إلى السند قبله تقوى به وعرف أن له أصلًا وسالم المذكور من المهاجرين الأولين كان مولى امرأة من الأنصار أعتقته سائبة قبل الإسلام فحالف أبا حذيفة عتبة بن ربيعة فتبناه فلما نزلت ادعوهم لآبائهم قيل له مولى أبي حذيفة وهو صاحب في رضاع الكبير وهو في الصحيح وهو أحد الأربعة الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخذ القرآن عنهم وهو في الصحيحين من حديث ابن عمر وتقدمت الإشارة إليه واستشهد سالم وأبو حذيفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015